الشفة الارنبية
تعد شقوق الشفة والحنك من تشوهات الوجه والفم الوراثية والتي تحدث في مراحل الحمل المبكرة، أي عندما يكون الطفل في مراحل نموه الأولى داخل رحم أمه. تنجم هذه الشقوق عندما يكون هناك نقص في الأنسجة عند الحنك أو عند منطقة الشفة، حيث لا يتم اتصال الأنسجة المتكونة خلال هذه المرحلة داخل الفم بالشكل الطبيعي.
- الشفة الأرنبية: عبارة انفصال في الشفة العلوية يظهر كفتحات أو فجوات على السطح الخارجي للشفة ذاتها. يمتد غالبا هذا الانفصال ليصل إلى اللثة العلوية أو إلى ما وراء الأنف شاملا معه عظام الفك العلوي.
- شق الحنك: هو عبارة عن انشقاق في سقف الفم. قد يصيب هذا الانشقاق كلا من الحنك الصلب (وهو الجزء الأمامي العظمي من سقف الفم)، أو الحنك الرخو (وهو الجزء الخلفي الرخو من سقف الفم).
قد تحدث الإصابة بهذه التشوهات على جانب واحد أو جانبي الفم. لأن كلا من الفم والحنك يتكونان خلال مراحل نمو الجنين داخل الأم بشكل منفصل، لذلك فإنه من المحتمل الإصابة بتشوه الشفة دون الإصابة بتشوه الحنك، والعكس صحيح، أو قد يتعرض الطفل للإصابة بالإثنين معا.
-
1ما هي أسباب الإصابة بتشوهات الشفة والحنك:
مازالت أسباب الإصابة بتشوهات الشفة والحنك في معظم حالاتها مجهولة حتى الآن. كما أنه لا يمكن التدخل بأية طريقة طبية لمنع الإصابة بها أثناء مراحل الحمل.
- عوامل وراثية: يعتقد معظم العلماء أن أسباب الإصابة تعود إلى مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. لذلك فإن احتمالات الإصابة بهذه التشوهات تكون أكبر عند حديثي الولادة في العائلات التي قد أصيب فيها أحد أفرادها من قبل بهذه المشكلة كالأخوة، الأبوين أو أحد الأقرباء.
- تناول بعض الأدوية: تتعلق بعض الأسباب الأخرى لتشوهات الشفة والحنك بتناول الأم خلال فترة الحمل بعض أنواع الأدوية التي قد يكون لها بعض الآثار الجانبية على الجنين. من بين هذه الأدوية أدوية الصرع، بعض أدوية القلب، أدوية علاج حب الشباب والتي تحتوي على - Accutane، أو Methotrexate - وهو دواء يستخدم بكثرة في علاج الأمراض السرطانية، التهاب المفاصل والصدفية.
- الإصابة بأمراض فيروسية: قد تحدث الإصابة نتيجة لتعرض الأم خلال مراحل نمو الجنين داخل رحمها لفيروسات أو أية مواد كيميائية ضارة.
ما هي المشاكل الصحية التي ترافق الإصابة بتشوهات الشفة والحنك
- صعوبة في تناول الطعام: نتيجة لوجود ذلك الشق أو الانفصال في الحنك، فإن الأطعمة والسوائل تنتقل من خلف الفم إلى الأنف. ولحسن الحظ، تتوفر زجاجات الرضاعة المصممة لمساعدة الطفل المصاب بإنزال المواد السائلة من الفم إلى المعدة مباشرة. قد يحتاج الأطفال المصابون بتشوه الحنك إلى استخدام حنك صناعي لمساعدتهم في تناول الطعام بالشكل المناسب والتأكد من حصولهم على الغذاء الكافي حتى يحين موعد إخضاعهم لعمليات جراحية ترميمية.
- التهابات الأذن/ فقدان السمع: يعد الأطفال المصابون بتشوهات الحنك مهددون بدرجة كبيرة للإصابة بالتهابات الأذن، لأنهم أكثر عرضة من غيرهم لتراكم المواد الغذائية السائلة في الأذن الوسطى. من الممكن أن تؤدي التهابات الأذن الحادة إلى فقدان حاسة السمع إذا تركت دون علاج. ولمنع تطور الحالة إلى الأسوأ يتم وضع صمامات معينة في الأذن الوسطى للطفل المصاب لمساعدته على صرف المواد السائلة، كما يجب أن يراجع الطفل الطبيب مرة كل سنة للتأكد من سلامة حاسة السمع لديه.
- صعوبة في النطق: قد يواجه الأطفال المصابون بتشوهات الشفة والحنك أيضا بعض المتاعب أو الصعوبات في القدرة على الكلام بالشكل الصحيح. حيث إن مخارج حروفهم تكون أنفية ولذلك يجد المستمع صعوبة في فهم ما يقولونه. ومع ذلك فإن هذه المشكلة لا يعاني منها جميع الأطفال المصابين بتشوهات الشفة أو الحنك، كما أن التدخل الجراحي يساهم في حل المشكلة جذريا عند بعض المصابين. أما بالنسبة للحالات الأخرى التي تعاني من هذه المشكلة، فيتم تحويلها إلى أخصائي في علم النطق لمساعدتهم على التغلب على صعوبات الكلام التي يواجهوها.
-
2كيف يمكن تشخيص تشوهات الشفة والحنك ؟
- من السهل تشخيص الإصابة بتشوهات الشفة والحنك وذلك لما تسببه من تغيرات جسدية واضحة في الوجه أو حول منطقة الشفة.
- قد تساهم أحيانا موجات السونار المستخدمة خلال فترة حمل الأم في الكشف عن الإصابة بهذه التشوهات قبل ولادة الطفل.
- في حالة فشل هذه الطريقة في الكشف عن الإصابة قبل ولادة الطفل، فسيقوم الطبيب بعد ولادته بإجراء بعض الفحوصات في الفم، الأنف، والحنك للتأكد من وجود تشوه الشفة أو الحنك.
- إن إجراء الفحوصات الطبية يفيد أحيانا في الكشف عن وجود غيرها من التشوهات أو العيوب الخلقية.
من الذي يعالج الأطفال المصابين بتشوهات الشفة والحنك:
- جراح التجميل: ليقوم بعمل الجراحات اللازمة لإعادة تشكيل الشفة أو تجميل الشفة والحنك المشوهين.
- أخصائي أنف وأذن وحنجرة: ليقوم بالكشف عن أية مشكلات تواجه السمع والتوصل لعلاجها.
- أخصائي جراحة الفم والفكين: ليقوم بإعادة تشكيل أو بناء الفك العلوي عند الحاجة لذلك، وتحسين وظيفته ومظهره، وإصلاح تشوهات اللثة.
- أخصائي تقويم الأسنان: ليقوم بعملية تسوية وتقويم الأسنان المحتاجة لذلك
- طبيب أسنان: ليقوم بتوفير العناية الطبية اللازمة.
- أخصائي نطق: ليقوم باختبار مدى قدرة الطفل على الكلام وتناول الطعام. ويقوم بمتابعة تحسن مخارج الحروف لدى الطفل.
- أخصائي سمعيات: ليقوم بعلاج اضطرابات الاتصال لدى الطفل المصاب نتيجة لضعف السمع. ويقوم بمتابعة تطور السمع عند الطفل المصاب.
- أخصائي اجتماعي: ليقوم بتوفير الدعم اللازم لعائلة الطفل وتقديم أية حلول أو مساعدات تفييدهم جميعا.
-
3كيف يمكن تجنب الإصابة بقرحة الفم:
- يحتاج علاج الشفة الأرنبية إلى عملية جراحية أو اثنتين. حيث يعتمد ذلك على مدى عمق التشوه في الشفة. يتم إجراء الجراحة الأولية عادة عندما يكون الطفل في شهره الثالث.
- يحتاج علاج تشوه الحنك إلى جراحات متعددة تجرى للمصاب حتى بلوغه سن الثامنة عشر. تجرى أول جراحة لإصلاح الحنك عندما يكون عمر الطفل بين ستة شهور إلى سنة. تساهم هذه الجراحة الأولية في إصلاح وظيفة الحنك، والتقليل من فرص تسرب المواد الغذائية السائلة إلى الأنف أو الأذن الوسطى، ومساعدة عظام الوجه والأسنان على النمو بالشكل السليم
- يحتاج أيضا الأطفال المصابون بتشوهات الحنك إلى عملية لدمج عظام الحنك وذلك في عمر الثامنة تقريبا لملء الفراغ عند اللثة العلوية لتدعم الأسنان الدائمة ولتثبت الفك العلوي. يحتاج 20% من الأطفال المصابين بتشوهات الحنك إلى الخضوع لعدة جراحات لتحسين قدرتهم على الكلام.
- عندما تبدأ الأسنان الدائمة في النمو، فلابد من استخدام التقويم لتسويتها وتقويمها
هل يحتاج الأطفال المصابون بتشوهات الحنك والشفة إلى عناية طبيب الأسنان؟
عناية طبية مبكرة (في المراحل الأولى من الإصابة):
- يحتاج الأطفال المصابون بتشوهات الحنك والشفة كغيرهم من الأطفال الطبيعيين (العاديين) إلى:
- طريقة تنظيف الأسنان بالشكل السليم.
- التغذية السليمة.
- استخدام الفلورايد في العناية بالأسنان وذلك للحصول على أسنان صحية وسليمة.
ومن المهم جدا أن يحرص أهل الطفل المصاب على استخدام فرشاة أسنان صغيرة وذات شعيرات ناعمة لتنظيف أسنان الطفل بها وذلك مع بداية ملاحظة بروز الأسنان. يوصي أطباء الأسنان باستخدام - toothette - وهي عبارة عن أداة ذات مقبض ويوجد على طرفها من الأعلى اسفنجة تحتوي على غسول للفم. وتستخدم لمسح أو تفريش الأسنان في حالة لم تنفع فرشاة الأسنان العادية الطفل في عملية تنظيف أسنانه بسبب التعديل في شكل فمه أو أسنانه. ينصح أطباء الأسنان أن يتم تحديد موعد الزيارة الأولى بالنسبة للأطفال المصابين بتشوهات الحنك أو الشفة عندما يكونون في عمر السنة أو حتى أبكر من ذلك في حالة وجود مشكلات معينة في الأسنان. يمكن أن تبدأ زيارات الطبيب الروتينية في عمر الثالثة.
العناية بتقويم الأسنان: يحدد موعد الزيارة لأخصائي تقويم الأسنان قبل ظهور أي سن من أسنان الطفل. إن الهدف من هذه الزيارة هو متابعة نمو الوجه، خاصة الفك. عندما تبرز أسنان الطفل، يستطيع عندها أخصائي التقويم تحديد الاحتياجات الطبية للطفل على المدى الطويل والقصير. عندما تبرز أسنان الطفل الدائمة فإن كل ما هو متعلق بتقويم الأسنان يمكن تطبيقه لتصفيف وتسوية الأسنان
أخصائي تيجان وجسور: يعتبر أخصائي تعويض الأسنان عضوا من أعضاء الفريق الطبي المختص في علاج تشوهات الحنك. يقوم الأخصائي بمد جسر داخل الفم لتعويض أسنان الطفل المفقودة، أو لوضع أجهزة طبية معينة مثل "speech bulb" أو "رافعات الحنك" لتساعده على تصحيح مخارج حروفه ليبدو نطقه طبيعيا. ينسق هذا الأخصائي بينه وبين أعضاء آخرين من الفريق الطبي مثل أخصائي العناية بالفم أو جراح التجميل وأخصائي النطق ليتعاونوا فيما بينهم على توفير العناية اللازمة للمصابين.